
متاعب الوعي
- Almas Al Aneed
- قبل 6 أيام
- 2 دقائق قراءة
بعض المواقف تضعك على عقدة الطرق، تفتح وعيك فترى ببصيرتك لا ببصرك وعندها فقط تفطن لمكر النفوس وشر البعض.
عندها ربما تقول يا ليتني ما وعيت، لكن كما تعلمنا في أشياء تمنيت لو عرفتها مبكرا أن "يا ليت، ولو تفتحان عمل الشيطان" فستقول الحمد لله أني وعيت.
تمر بنا ظروف فنرى ببصيرتنا ما خفي عن بصرنا وترتب عليه ألم، لكن ليس الألم سيئا دائما، ألا تذكر السفينة التي خرقت، والغلام الذي قتل، والجدار الذي بني، كلها لتحمي أصحابها من إبحار خاطئ على الرغم من ألمها الظاهر.
موسى عليه السلام تعب لأنه لم يستطع أن يعي ما وراء الخرق والقتل والبناء.
الوعي وعيان وعي بالذات ووعي بالعلاقات
وعيك بعلاقاتك قبل وعيك بذاتك قد يزيد متاعبك وآلامك، لكن هذه الآلام لربما تدفعك لتعيد ضبط بوصلتك وتُوَجِّهُك لتعي ذاتك
فمن وعي بذاته صحح مساراته وأصلح علاقاته.
الوعي بحقيقة علاقاتك قد يتعبك مؤقتا لكنه يريحك على المدى البعيد إن تحركت.
علاقاتك إما أن تكون سببا لشقائك أو دعما لسلامك. فمن كان سببا للشقاء مثله كمثل الضرس ألمه ينبهك لتتحرك فتصلح خللًا ما، أو حتى تقلع ذلك الضرس فألم ساعة ولا ألم كل ساعة.
بلا شك الألم كبير لأنك قد رفعت سقف توقعاتك يوما ما، وكنت لهم خير مما تكون لنفسك، فظنوا أن ذلك سذاجة منك، لكن الأصل أنه خير متأصل فيك.
ستتألم عندما تراهم بلا أقنعة، ستتألم عندما ترى حقيقتهم المزيفة، لكنك ستحمد الله على نعمة الوعي على الرغم ما حمله من ألم وتعب.
علاقة واحدة فقط تتصل بك دائما وكل مافي وجودك يذكرك بها، لكن أنا وهذه الأنا أحيانا تتصل وأحيانا تتكاسل، وأحيانا تتباطأ، لكن سيبقى هناك صوت داخل الأنا أرجو أن يبقى حيا صوت يدفع لمعاودة الاتصال بعلاقة الأمان علاقة القوة علاقة الانتماء علاقة التحرر من كل ما سواه، واللجوء إليه وحسب
العلاقة التي تقبلك بجمالك وقبحك، بنجاحك وفشلك، بقوتك وضعفك، وجل متاعبك تأتي من عدم وعيك بهذه العلاقة،
فهل عرفتها؟
{ لنجعلها لكم تذكرة وتَعِيَهَا أذن واعية} آية فيها عبرة لمن اعتبر نزلت على خير البشر فسأل رب العزة أن تكون الأذن الواعي أذن عليّ كرم الله وجهه، فقال عليّ: فوالله ما نسيت شيئا بعد وما كان لي أن أنسى.
إنه الوعي ربما يكون مؤلم في بدايته لكن حتما سيريحك يوما ما.
Comments