top of page

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان


أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم

لطالما استعبد الإنسان إحسانا


الإحسان قيمة حاكمة في حياتنا هنيئا لمن كان يمتلكها فهو يحيى في محبة الله ومعيته ونصرته وهداه وله الجنة والنظر إلى الله سبحانه زيادة عليها.


معنى الإحسان وأنواعه:


المعنى اللغوي:

الإحسان ضد الإساءة. والحَسَنَةُ ضِدُّ السَّيِّئَةِ. يقال رجل مُحْسِنٌ ومِحْسانٌ. ويقالُ: أَحْسِنْ يا هذا فإِنَّك مِحْسانٌ، أَي لا تَزالُ مُحْسِناً.


أما في الاصطلاح فللإحسان نوعان:

إحسان في عبادة الخالق: بأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

وإحسان مع عباد الله: هو بذل جميع المنافع من أي نوع كان، لأي مخلوق يكون، ولكنه يتفاوت بتفاوت المحسن إليهم، وحقهم ومقامهم، وبحسب الإحسان، وعظم موقعه، وعظيم نفعه، وبحسب إيمان المحسن وإخلاصه، والسبب الداعي له إلى ذلك


ومرتبة الإحسان أعلى مرتبة من مراتب الدين حيث الأولى الإسلام والثانية الإيمان.

كذلك يأتي الإحسان بمعنى الإتقان.

تنوعت المعاني لتؤدي نفس الغرض، فالإحسان حسن وجمال كله.


الإحسان في العبادة:


أما الإحسان في عبادة الله عز وجل يستلزم منك معرفة بالله وأسمائه الحسنى وصفاته العلى فيملأ النور قلبك وتستشعر أن الله مطلع عليك في منامك وصحوك، في غفلتك ووعيك، في إحسانك وإساءتك فتسير في الأرض غايتك أن تبقى في معية الله وحفظه ورعايته والأنس به فتحسّن وتجوّد وتتقن بطاعتك وعبادتك، وإن بعدت عن الطريق تدرك أن لك ربًا يقبل التوب ويغفر الذنب فتؤب إليه وتزيد بالإحسان فيذهب عنك بإذنه عز وجل ما بدر منك من سوء ألم يقل سبحانه { إنّ الحسنات يذهبن السيئات}

هكذا الإحسان يقرّبك إن بعد بك الطريق، ويقومك إن اعوج بك المسار.


الإحسان للخلق وتفاوت الناس في رده:


أما الإحسان للخلق على تنوعهم بين إنس أو حيوان أو نبات فهو في بذل ما ينفعهم من أفعال وأقوال، وحتى أقرب لك الأمر بمثال من وصايا حبيبنا صلى الله عليه وسلم حيث أمرنا بالإحسان إلى الذبيحة -وهي ذبيحة وخلقها الله لنا متاعا- بأن تحد السكين قبل ذبحها حتى ترتاح الذبيحة ولا تتعذب بسببك؛ فما بالك بما هو أعلى من ذلك.


أما الناس في تلقي الإحسان مختلفون وكل حسب طبعه ونشأته


فهناك من يرد الإحسان بإحسان

عملا بقوله تعالى { وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان} فهذا إنسان محسن عرف الإحسان وأهله وعمل بمقتضاه، فله أجر الإحسان.


وهناك من يرد الإحسان بالتقدير

والدعاء والثناء وذكرك بالخير ولعله لا يجد ما يرد إحسانك فهذا قد عمل بتوجيه الرسول صلى الله عليه وسلم ( ومن لم يجد فليثن؛ فإن من أثنى فقد شكر ومن كتم فقد كفر)


وهناك من يرد الإحسان بالجحود والنكران

والجحود هو رد الخير والنعمة الظاهرة مع علمه بها، أم النكران فهو رد النعمة مع علمه بها أو بدون علمه بها وكلاهما سلوكان معاكسان للإحسان ومردهما طبع صاحبهما،

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن". قيل: أيكفرن بالله؟ قال: "يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط".

وكتمان الإحسان من النكران كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: من أعطي عطاء فوجد فليجز به، ومن لم يجد فليثن فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلى بما لم يعطه كان كلابس ثوبي زور"


أما المشكك بإحسان المحسن

فهذا قد وقع في نية المحسن وعطائه فهذا يقول لماذا هذا يعطي ولماذا يفعل المعروف ولماذا يمنح ويبذل….. ويكثر من التشكيك فيك بسره أو جهره

إنما هذا بعيد كل البعد عن الإحسان فلم يفقه قوة الإحسان كباعث داخلي على العمل دون انتظار المقابل الذي هو مدار الإحسان.


أما النوع الأخير فهو المسيء للإحسان:

ينطبق عليه قول العرب:


إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. ... ..وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

فالسلوك بعد تلقي الإحسان دليل على الطبع البشري

فتجد المسيء يزداد سوءا عندما تحسن إليه، يكيد لك، يخطط للإيقاع بك، ينكر عملك وإحسانك، وربما يقول "أنت عندما فعلت الخير فعلته لله وأنا ما مكاني من الإعراب" هذا خالف كل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على الإحسان، لطبع سوء وخسة وحقارة في النفوس أو نشأة سوء. النفوس الكريمة لا تعرف الجحود والنكران، وقال عز من قائل { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}

وما كانت قصة النفر الثلاثة الأقرع والأبرص والأعمى الذين كفروا نعمة الله إلا عبرة لمن يقابل الإحسان بالإساءة،

ومن قابل الإحسان بالإساءة فأنت منه بحل وارفع أمره لله، فالله لا يضيع أجر المحسنين.




تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page